حديث جميل وعجيب في نفس الوقت ... سمعته من الشيخ محمد حسين يعقوب ... في شريط " الموت هادم اللذات " ..
يقول عبدالرحمن بن سمرة بن جندب قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وكنا في صُـفَّـة (مكان) في المدينة ... فقام علينا فقال :
إني رأيت البارحة عجباً . . .
رأيت رجلا من امتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه
ورأيت رجلا من امتي قد بُــسِـطَ عليه عذاب القبر فجاءه وضوءه فاسـتنقذه من ذلك
ورأيت رجلا من امتي قد احتوشته الشياطين فجاء ذكر الله عز وجل فطرد الشياطين عنه
ورأيت رجلا من امتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فاستنقذته من ايديهم
ورأيت رجلا من امتي يلتَهـِـب أو يَـلْـهَـبُ عطشاً كلما دنا من حوضٍ مُـنِـعَ و طرد فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه و أرواه
ورأيت رجلا من امتي ورأيت النبيين جلوساً حِـلَـقاً حِـلَـقاً كلما دنا الى حلقةِِ طـُـِرد فجاء غسله من الجنابة فأخذ بيده حتىأقعده الى جنبي
ورأيت رجلا من امتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن يساره ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة وهو متحيرٌ فيها فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور
ورأيت رجلا من امتي يتقي بيده وهج النار و شررِها فجاءته صدقته فصارت سترة بينه وبين النار وظَـلَّـلَـت على رأسه
ورأيت رجلا من امتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلته لرحمه فقالت يا معشر المسلمين انه كان وَصولاََ لرحِـمه فَـكَـلِّـموه ... فكلمه المؤمنون وصافحوه وصافحهم
ورأيت رجلا من امتي قد احتوشته الزبانية فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من ايديهم وادخله في ملائكة الرحمة
ورأيت رجلا من امتي جاثياً على ركبتيه وبينه وبين الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله على الله عز وجل
ورأيت رجلا من امتي قد جاءت صحيفته من قبل شماله فجاءه خوفه من الله عز وجل فأخذ بصحيفته حتى وضعها في يمينه
ورأيت رجلا من امتي خَـفَّ ميزانه .. فجاء أفراطه (أطفاله الذين ماتوا وهم صغار) فَـثَـقَّـلوا ميزانه
ورأيت رجلا من امتي قائماً على شفير جهنم فجاءه رجاؤه في الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ومضى
ورأيت رجلا من امتي قد أهوى (أُلقي) في النار فجاءته دمعته التي بكى من خشية الله عز وجل فاستنقذته من ذلك
ورأيت رجلا من امتي قائماً على الصراط يَرعَـدُ (يرتجف من شدة الخوف) كما ترعد السَّـعفة (ورقة النخل) في ريحِِ عاصف فجاء حسن ظنه بالله عز وجل فـَسَـكَّـن رعدته و مضى
و رأيت رجلا من امتي يزحف على الصراط يحبو أحياناً و يتعلق أحياناً فجاءته صلاته عليَّ (أي الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم) فأقامته على قدميه وأنقذته
ورأيت رجلا من امتي انتهى إلى أبواب الجنة فـَغُـِّلقَـت الابواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتحت له الابواب (أبواب الجنة الثمانية) وأدخلته الجنة
يقول ابن القيم : رواه الحافظ ابو موسى المديني في كتاب "الترغيب في الخصال المنجية والترهيب من الخلال المردية"
وبنى كتابه عليه و جعله شرحاََ له ... وقال هذا حديث حسن جداً
وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يعظم شأن هذا الحديث
وبلغني أنه كان يقول : "شواهد الصحة عليه بادية" .