باسم الله الرحمـان الرحيـم .. و الصلاة و السلام على أشــرف المــرسليـن ..
السـلام علــيـكـم و رحمـة الله تعـالى و بــركـاتـه
تمضي الأيـام .. لكن الذكرى تبقــى الماضــي مضـى .. و المضارع يمضي
لذلك فلنطـوي صفحـة الماضـي و لنبــدأ بصفحات بيضــاء جديــدة
و لنــجعل من من الذكريات الــوانا في كتابنا و لنــملئ صــفاحتنا البيــضاء بســطور ذهبية
تعــكس جمالها على منتــدانا هذا ..
الحمـد لله وحده نحمده و نشكره و نستعـينه و نستـغفره و نعـود بالله
مـن شـرور أنـفسنا و من سيـئات أعمالنا ..
من يـهده الله فلا مظل لـه و مـن يظـلل فلن تـجد له ولياً مرشدا ..
و أشـهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أن محــمداً عبده و رسـوله صــلى الله عليه و
سلم و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسـان إلى يوم الدين ..
ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الـخـبــيـر ..
ربـنـا لا فــهم لـنا إلا ما فهــمتنا إنــك أنـت الجــواد الـكـريـم .
مَرحَبَاً بِكُم زوَار و أعضَاء المُنتدى الكِرام، فِي بَيتِ الإهدَاء!!؟
أُقَدِّم لكم أيُّهَا الأحِبّة هَديَّة اليوم، هِي عِبَارَةٌ عَن:
سلسلَة كريمة بِعُنوان
عَداوَة الشيْطان للإنسان
للداعية الشيخ محمد متولي الشعراوي
أشرف عليه واعتنى به أحمد الزغبي
في هذا الكتاب يسرد الامام محمد متولي الشعراوي خواطره حول هذه العداوة القديمة، وسبل الوقاية منها، والتحصن بما جاء في الكتاب والسنة
من همزات الشيطان، وكل ذلك بأسلوبه الممتع الشيق
العَدَد الثَّانِي عَشَر
ليست جنة الخلد!؟
فإذا بحثنا في القرآن الكريم وجدنا أن القرآن استخدم كلمة " الجنة " في أكثر من معنى.. استخدمها بمعناها اللغوي (بمعنى الستر) وفي معناها
الديني (جنة الآخرة) وفي ذلك نجد آيات كثيرة بهذين المعنيين كقول الحق سبحانه وتعالى:
{ و اضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعناب و حففناهما بنخل و جعلنا بينهما زرعا} الكهف 32.
وقوله جل جلاله:
{ أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل و أعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات} البقرة 266.
وقوله تعالى:
{ لقد كان لسبإ في مساكنهم آية جنّتان عن يمين و عن شمال كلوا من رزق ربكم و اشكروا له بلدة طيبة و رب غفور} سبأ 15.
كل هذه الآيات الكريمة.. استخدم فيها الحق سبحانه وتعالى.. كلمة " جنة " وهو يعني جنة الدنيا.
ولقد قال بعض العلماء:
إن الله تبارك وتعالى.. قد فرق بين جنات الدنيا وجنات الآخرة.. فلفظ (الجنة) يطلق على جنة الآخرة وحدها.. ولفظ (جنة) من غير الألف واللام.. يطلق على جنات الدنيا.. ولكن هذا الكلام غير صحيح.. بدليل أن اقتران الألف واللام بجنة الدنيا، كما جاء في قوله تبارك وتعالى:
{ إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين و لا يستثنون } القلم 17 ،18.
والحديث هنا في هاتين الآيتين.. عن جنة أو حديقة من حدائق الدنيا.. إذن فالألف واللام.. لا يميزان لفظ جنة.. بحيث يصبح المعنى هو جنة الآخرة.. ولا بد أن نقف هنا قليلا.. عند بعض الأقوال التي تدعي أن آدم وحواء كانا يعيشان في جنة الخلد.. وعندما عصيا الله طردهما من الجنة.. وأنزلهما ليعيشا في شقاء على الأرض.
نقول: إن هذا الكلام غير صحيح في إطلاقه.. وذلك أن الله سبحانه وتعالى.. قبل أن يخلق آدم حدد مهمته في هذه الحياة. واقرأ قوله جل جلاله:
{ و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } البقرة 30.
إذن قبل أن يتم خلق آدم.. كانت الغاية من خلقه أنه سيعيش في الأرض ويعمرها.
والنقطة الثانية: هي أنه لو أن آدم قد طرد من الجنة لأنه عصى.. فما ذنبنا نحن حتى نرث المعصية ونرث الشقاء.. إن هذا يتنافى مع عدل الله
تبارك وتعالى في قوله:
{ و لا تزر وازرة وزر أخرى } فاطر 18.
إن كل إنسان يحاسب عما فعله فقط.. ولا يحاسب عما فعله أبواه.. أو جداه أو أولاده.. لأن الانسان لا يحمل الا حسناته أو معاصيه.. ومن هنا كان يمكن أن يكون آدم قد عاش في جنة الخلد.. ثم طرد منها لأنه قد عصى. وتحملنا نحن نتيجة المعصية.. وورثناها وعذبنا بها بأن طردنا من الجنة، لأنه لو لم يعص آدم لعشنا نحن في الجنة.. نقول لهؤلاء أن هذا يتنافى مع عدل الله الذي يأبى أن تورث المعصية.
ولكن لماذا جعل الله سبحانه وتعالى إقامة آدم وحواء بعد خلقهما في جنة؟
نقول: إن لذلك حكمة.. فآدم خلق ليتلقى المنهج من الله.. افعل لا تفعل.. وهذا المنهج فيه صلاح الحياة على الأرض.. فما قال عنه الله سبحانه
و تعالى إفعل.. إن لم تفعله فسدت الأرض، وما قال عنه لا تفعل.. إن فعلته فسدت الأرض.
إن الله تبارك وتعالى.. وضع آدم وحواء في هذه الجنة ليأخذا تجربة عملية عن تطبيق منهج الله.. وليأخذا تحذيرا عمليا.. عن مهمة الشيطان
في إفساد منهج الله.. لأن مهمة الشيطان أن يدفع آدم وذريته ليفعلا ما نهاهما الله ألا يفعلاه.
وألا يفعلا ما أمرهما الله جل جلاله بفعله.. فإن قال الله لهما لا تشربا الخمر.. سيزين لهما شرب الخمر، وإن قال الله لهما الله أقيما الصلاة..
زين الشيطان لهما ترك الصلاة.. وهكذا.
لقد كانت التجربة بسيطة في أدائها.. عظيمة ي مدلولها.. كانت عمليا لآدم عليه السلام.. على ما سيحدث له إذا أطاع الله.. وعلى ما سيحدث له
إذا أطاع الشيطان.. وهكذا جاء الله سبحانه وتعالى بآدم.. ووفر له كل مقومات الحياة في مكان اسماه الجنة.. فقال جل جلاله لآدم:
{ و ياآدم اسكن أنت و زوجك الجنة فكلا منها حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } الأعراف 19.
تطهير البيت من صوت ابليس